الأحكام الشرعية هي الضوابط التي تضبط عمل الشخص المسلم وتقيد تحركاته فيما يخص أمور الحلال والحرام وما له من حقوق وما عليه من واجبات، ومن مرونة الدين الأسلامي أن الواجبات فيه على درجات فليست جميعها سواء، فالصلاة مثلاً فرض عين على كل مسلم والحج ايضا فرض عين على كل مسلمٍٍ مقتدر والفرق بينهما أن الصلاة ورغم أنها تطلب في اليوم خمس مرات إلا أنها لا تهاون بها لأهميتها، فمن لم يستطع أدائها قائماً فعليه أن يؤديها جاساً فإن لم يستطع فليؤديها نائماً فإن لم يستطع فأيماء بيديه فإن لم يستطع فبعينية أو بقلبة وهي أضعف الأيمان، ولكن الحج مثلاً فريضة تطلب من المسلم مرة واحدة بالعمر وإن لم يستطع فلا إثم علية.
وكذلك الصوم فإنه شهر واحد فقط في السنة، وأيضاً ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) أي إن لم يستطع الشخص فهو يدفع كفارة ولا إثم عليه إن شاء الله، لكن الصلاة لأهميتها يجب على المسلم أدائها بأي حال وتحت أي ظرف حتى في الحروب وهناك آيات كريمة واضحه في هذا الشأن، هذه جميعها من الأمور التي تصنف على أنها فرض عين، ولكن من الضروري معرفة أقسام وأنواع الأحكام الشرعية والفرق بين كل منها:
فرض العين: وهو أمر مطلوب من كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل راشد كالصلاة مثلاً، فإن فعلها الشخص أخذ ثوابها وأن تركها إستحق عقابها وأثمها.
فرض الكفاية: وهو الأمر الذي أن قام به مجموعة من المسلمين سقط عن بقية المسلمين كصلاة العيد مثلاً، أي أن قام في كل منطقة أو دولة مجموعة من المسلمين وأقاموا شعائر صلاة العيد أو صلاة الإستسقاء أو غيرها فإن من قام بها يأخذ ثوابها ومن لم يفعلها لا يستحق أثمها أو ذنب تركها.
المباح: وهو ما أن فعلته لا تؤجر عليه وأن تركته لا تؤثم عليه.
المكروه: وهو ما أن فعله الشخص لا يؤثم عليه، وأن تركه لا يؤجر عليه.
الحرام: هو كل فعل يؤثم فاعلة على فعلة، وأن كان بمقدوره فعله وتركه لله تعالى يأخذ ثواب تركه.
وهناك أحكام أخرى كالواجب والمستحب والسنن، والسنن المؤكدة وغيرها من الأحكام الشرعية.
والواجبات وفروض العين معروفة ومحددة لكن غالباً ما يحدث خلط بين السنن المؤكدة والسنن العادية أو السنن الراتبة.
غير أن اختلاف المذاهب هذه الأيام وظهور الأحزاب المختلفة وكثرة الأشخاص الذين يتجرؤون على الفتوى أدت الى كثرة اللغط أي اشتباه الناس بأمور دينهم. فلم يعد يعرف الكثير ما هو الصيح ومن هو الشخص الذي يمكن أن يعتمد عليه في أخذ الفتاوى منه.
وكثيراً للأسف من تطاول على الصحابة وعلى الأئمة الكبار من كبار علماء المسلمين وسبهم وشكك في مصداقيتهم، ويكفي أن نقول أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم كانوا يفعلون السنن لأنها سنن أي يقتدون بالرسول الكريم بأي فعل يقوم به، ونحن في هذه الأيام وللأسف الشديد نترك السنن لأنها سنن، وكثير من الناس من يقول أنها سنة وليس فرض وأنا مشغول أو لا أملك الوقت،ولكن قد يمضي الكثير من الوقت والعديد من الساعات في سهرة لحضور فيلم أو مباراة كرة قدم أو غيرها مما يضيع الوقت بالساعات. فرض الكفاية هو حكم من أحكام الدين الأسلامي ولو أن الناس عرفوا ما أجر من يحافظ على أمور الدين وسنن الرسول صلى الله عليه وسلم لفرض الناس على أنفسهم هذا الفرض فرض عين، ولقام به الجميع دون تردد.
من وجة نظر شخصية لو كان يوم القيامة ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألك يا فلان لِِمَ لم تقتدي بسنتي ولم تفعل ما أمرت به، ماذا ستجيبه؟؟ وهل حبنا لرسول الله علية الصلاة والسلام هي فقط شعارات أم يجب علينا طاعته؟ وأختم بقول الشاعر ( إن المُحبَ لمن يُحِبُ مطيعُ ).
المقالات المتعلقة بما هو فرض الكفايه